أخبار اليمن : منظمات المجتمع المدني تدعو إلى الشراكة في متابعة وتقييم و تنفيذ خطة إستراتيجية الطفولة والشباب ومراجعتها وتعديلها باستمرار
في 2008/11/12 6:50:00 (95 القراء)
صنعاء/تعزاليوم/خاص
عقد مركز تنمية الطفولة والشباب بالتعاون مع البرنامج الكندي للتنمية بصنعاء حلقة نقاش حول (دور منظمات المجتمع المدني في تنفيذ خطة إستراتيجية الطفولة والشباب) ضمن مشروعه السنوي "تعزيز ثقافة الأطفال والشباب نحو دعم الديمقراطية والتنمية".
شارك في الحلقة قيادات وممثلون عن عدد من منظمات المجتمع المدني ومسئولون رسميون وممثلون عن منظمات دولية مانحة وتميزت الحلقة بحضور نوعي ومميز،كما حضر جانب من الحلقة الأستاذ أحمد العشاري الوكيل المساعد في وزارة الشباب و الرياضة ، وعقدت الحلقة في مقر قطاع تنمية الطفولة والشباب التابع لجمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية إيمانا من المركز بالتعاون والشراكة مع منظمات المجتمع المدني.
أفتتح جلسات الحلقة المدير التنفيذي للمركز عبد الرحمن أحمد عبده الذي أكد على أهمية موضوع الحلقة وإلى خلق شراكة فاعلة بين المنظمات المعنية بالطفولة والشباب،وأكد أن فعاليات المركز تأتي في هذه الإطار بهدف التنسيق والمساهمة مع بقية المنظمات في تنفيذ خطة إستراتيجية الطفولة والشباب.
الأستاذ فؤاد جوهري مدير البرنامج الكندي لتنمية الجهود الذاتية المحلية،مكتب اليمن أبدى إستعداد البرنامج أن يعمل مع جميع منظمات المجتمع المدني بكل قطاعاتها مشيراً إلى أن البرنامج بدأ يتجه أكثر نحو العمل التوعوي.
وقال في كلمته:نحن لن نفرض على المنظمات ما الذي تعمله وما عليها إلا أن تتقدم بما تريد عمله وإذا كان يتماشى مع البرنامج سيتم قبوله، فنحن منفتحين على الجميع،لكن نريد أن نتأكد أن الجميع على الساحة يعملوا.
وأضاف: أن أغلب منظمات المجتمع المدني في اليمن تعمل بشكل جيد،لكن بعضها بحاجة إلى تعزيز أدوارها بشكل مستمر والابتعاد عن الموسمية في العمل.
وأشارت الأستاذة نور باعباد –التي تولت إدارة جلسات الحلقة –إلى أهمية الدور الذي أضطلع به مركز تنمية الطفولة والشباب وإلى التقاطه اللحظة المناسبة في أثارة موضوع الحلقة حول دور منظمات المجتمع المدني في تنمية خطة إستراتيجية الطفولة والشباب،وهو الأمر الذي لقي تجاوب واستحسان قيادات وممثلي المنظمات قبل وأثناء الحلقة.
وفي الجلسة الافتتاحية قدم المدير التنفيذي للمركز نبذة موجزة عن حياة الفقيد د-أمين ناشر ،الذي أطلق أسمه على صالون المركز تيمناً به وبدوره في خدمة الطفولة خلال حياته الثرية رغم قصرها وهو الذي حصل عن جدارة على لقب صديق الطفولة، وكان لافتاً الارتياح البالغ للمشاركين لالتفاتة المركز وإدارته نحو شخصية الفقيد د-أمين ناشر،حيث تركت السيرة الموجزة المقرؤة عليهم أثر واضحاً.
وقدمت خلال الحلقة –خمسة أوراق تناولت العناوين التالية:
1-(استعراض موجز لإستراتيجية وخطة الطفولة والشباب)،قدمها الأستاذ عبد الله الخميسي عن مركز تنمية الطفولة والشباب.
2-(إسهام منظمات المجتمع المدني في برامج حماية الأطفال –تجربة جمعية الأمان لرعاية الكفيفات)قدمتها الأستاذة فاطمة العاقل رئيسة الجمعية.
3-تركيبة منظمات المجتمع المدني وقدراتها المادية والبشرية)قدمها ا.د. فؤاد الصلاحي أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء.
4-(دور جمعية الإصلاح الإجتماعي الخيرية في تنفيذ إستراتيجية الطفولة والشباب)قدمها د ـ جمال أحمد الحدي رئيس قطاع تنمية الطفولة والشباب في الجمعية.
5-(الطفولة في الجمهورية اليمنية-حقوقها ووسائل حمايتها في نطاق عمل ومهام وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل)قدمها الأستاذ علي صالح عبد الله وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
و كشفت أوراق الحلقة عن حقائق وأرقام وجب التركيز والإشارة إليها ووضعها تحت المجهر أمام كل المعنيين بالطفولة والشباب خاصة وأن جوهر الإستراتيجية تعني بالقدرات البشرية التي يجب العناية بها مبكرا ،وبهذا الصدد أشار الأستاذ عبد الله الخميسي إلى أن الدولار الواحد الذي يصرف في التعليم المبكر يوفر 12 دولار في التعليم الأساسي"مشيراً إلى أن 3%هي نسبة الشباب الملتحقين في التعليم الجامعي من إجمالي الشباب في الجمهورية.
وقال في سياق استعراض ورقته أنه بالإمكان لأي منظمة مجتمع مدني أن تجد ما يمكن أن تنفذه في خطة الإستراتيجية بما يتفق والمجال الذي تنشط به ونوه إلى ضرورة تقسيم المهام حسب الفئات العمرية.
واعتبر عبد الله الخميسي أن حلقة النقاش التي نظمها مركز تنمية الطفولة والشباب جاءت في وقتها ومثلت دعوة لشراكة حقيقية.
وأشارت الأستاذة فاطمة العاقل عن جمعية الأمان لرعاية الكفيفات، إلى الضعف الحاصل في جانبي التنمية الصحية والتعليمية في الأرياف والمناطق البعيدة عن مراكز المدن،وقالت في ورقتها "أن عدد المعاقين في اليمن 2 مليون معاق وتأتي الإعاقة البصرية في المرتبة الثالثة بين الإعاقات،حيث يبلغ عدد المكفوفين(76000)ستة وسبعون الف كفيف مناصفة بين الذكور والإناث وتوجد أعلى نسبة إعاقة بصرية في محافظة الحديدة"
وقالت إلى أن "الفترة الأولى من القرن الواحد والعشرين شهدت تطورات ملحوظة في الخدمات المقدمة للمعاقين عموماً والمكفوفين خصوصاً:منوهة إلى تزايد عدد جمعيات المعاقين إلى ما يقارب (58)جمعية لمختلف الإعاقات الذهنية والبصرية والسمعية والحركية.
وفي ورقته خلص د- فؤاد الصلاحي إلى " إن إسهام المنظمات الأهلية اليمنية في إستراتيجية الطفولة والشباب لن يكون إسهاما فاعلا فهذه المنظمات لم تشارك في إعداد الإستراتيجية وليس لديها رؤى محددة بأهم قضايا وأولويات الشباب والطفل اليمني ومن ثم فإنها إذا ما شاركت في تنفيذ بعض من المهام المحددة في تلك الإستراتيجية سيكون من قبيل عملية الإسناد التى تعني اختيار الحكومة لبعض الجمعيات والمنظمات الأليفة التي ستعمل وفق أجندة الحكومة وضمن خطابها العام ".
ووفقاً لرأي الصلاحي فأن "القدرات البشرية في المنظمات الأهلية لا تؤهلها خصائصها المهنية والمهاراتية للشراكة في مجالات التنمية المستدامة ، وثمة دليل على ذلك ان غلبية المنظمات والجمعيات تنشط في المجال الرعائي الخدمي بشكل موسمي وتقليدي وان المنظمات أو الجمعيات التي تنشط في مجالات التنمية المستدامة غائبة كلية ".
و" إن المنظمات الأهلية في اليمن تتصف بضعف أبنيتها التنظيمية والهيكلية وفي تدني ومحدودية معارف ومهارات قياداتها والعاملين بها وعدم الوعي بفلسفة المجتمع المدني ودلالاته . من هنا فان الشراكة التي ندعو إليها بين الدولة (الحكومة) ومؤسسات المجتمع المدني تتطلب في سياقها إعداد وتأهيل هذه المؤسسات لتكون قادرة على القيام بمهام الشراكة وفق متطلباتها الفلسفية والعملانية ".
لكنه أعتبر " إن ضعف الأداء والفاعلية لا تنفى إمكانية القول بوجود حضور ملموس من حيث الحجم الكمي وبروز الفئات الاجتماعية الحديثة في أنشطة متعددة ضمن الجمعيات والمنظمات الأهلية ".
وحول تجربة ونشاط جمعية الإصلاح الإجتماعي الخيرية التي قدمها في ورقته د.جمال الحدي حظيت بتقدير عال من المشاركين في الحلقة وأشادوا بما أنجزته الجمعية وخطتها الطموحة والجادة فيا يتعلق بعملها مع قطاع الطفولة والشباب.
وأكد المشاركون على أن أية فعالية تتضمن تجارب منظمات المجتمع المدني تكون فاعلة وناجحة وهو ما أقدم عليه مركز تنمية الطفولة والشباب في حلقة النقاش هذه.
ورقة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل التي قدمها الأستاذ علي صالح عبد الله أشارت إلى " إن اليمن شهدت خلال الثمان عشر سنة الماضية من عمر الوحدة تطورات وإنجازات طيبة لإحداث التغيير المطلوب في واقع الطفولة ، وان كان ما تحقق حتى وقتنا الراهن ما زال اقل مما يجب أو نطمح إليه ولكنه بالمقارنة مع الأوضاع السابقة ، يمثل انجازا ملموسا لا يمكن تجاهله من النواحي القانونية والحمائية والرعائية والتنموية ".
وختم ورقته بمقترحات تساعد في رسم سياسة حماية ورعاية كفيلة برعاية الأطفال وتنميتهم وحل مشكلاتهم وتوفير احتياجاتهم والمواجهة الصارمة لكل أوجه الإنتهاك لحقوقهم.
وكشفت نقاشات المشاركين في الحلقة عن جوانب عديدة لم تحظ بتسليط الضوء الكافي عليها فبما يتعلق بواقع الأطفال والشباب في البلاد كالزيادة المستمرة لحالات الإعاقة لدى الأطفال وابتعاد ونفور الشباب عن العمل في الأرياف وبالتحديد في المهن المرتبطة بالزراعة وعدم الحديث بشفافية عن الإنتهاكات الجسدية والجنسية على الأطفال وهي الأمور التي رأي المشاركون أن تلتفت إليها خطة الإستراتيجية لمعالجة أثارها الآتية والمستقبلية.
وخلصت أوراق الحلقة والنقاشات التي دارت إلى عدة توصيات أهمها:
1-العمل على الارتقاء بدور منظمات المجتمع المدني في متابعة وتقييم وتنفيذ خطة الإستراتيجية الطفولة والشباب ومراجعتها وتعديلها باستمرار.
2-إيصال صوت منظمات المجتمع المدني إلى اللجنة العليا للطفولة والشباب لتحفيز دورها ودعم تنفيذ خطة الإستراتيجية.
3-دعم الشراكة بين الدولة(الحكومة) ومنظمات المجتمع المدني والتركيز على تمويل بناء القدرات هذه المنظمات وتأهيل قياداتها، إلى جانب سعي المنظمات نفسها في بناء ذاتها وتطوير أبنيتها الداخلية لتستطيع الإسهام في تنفيذ خطة الإستراتيجية الطفولة والشباب.
4-تنظيم وتنسيق جهود منظمات المجتمع المدني وإيجاد آلية مشتركة حقيقية في عملها وإسهامها في تنفيذ خطة الإستراتيجية بما يحقق عمق تنموي واستدامة في أدائها.
5-ضرورة التركيز على التربية والتعليم المبكر في عمل منظمات المجتمع المدني وايلاء عناية فائقة لتحسين الأداء في رياض الأطفال ومراكز استقبال الأطفال المختلفة والمدارس وتأهيل الأخصائيين العاملين مع الأطفال في إطار تحقيق أهدف إستراتيجية الطفولة والشباب.
6-أن تعمل منظمات المجتمع المدني على الحشد والمناصرة لإقرار قانون التعليم الموازي الذي سيتيح الفرص للشباب الصغار والتخصصات الملائمة للفتيات وهو ما يتفق والأهداف التي تدعو لها إستراتيجية الطفولة والشباب.
7-ضرورة أن تسعى منظمات المجتمع المدني نحو التدريب المهني للشباب بما يساعد في سد الفجوة بين احتياجات السوق ومخرجات التعليم،والعمل على دعم التدريب المهني الموازي مع مراعاة للفئات التي لم تحصل على التدريب بسبب السن أو انعدام الفرص، ولمن لم يحصلوا على الشهادات.
8-الدعوة إلى التركيز على ثقافة الطفل وبناء مهاراته الحياتية وهي الناحية التي لم تولها الخطة والإستراتيجية الاهتمام اللازم.
9-ضرورة أن تستمع الحكومة ومؤسساتها لأراء واقتراحات منظمات المجتمع المدني الداعية للمراجعة المستمرة للسياسة الاجتماعية وواقع العمل الإجتماعي وتقييم الجهود الموجهة للطفولة.
10-توعية المجتمع بشكل مستمر من قبل الجهات الرسمية والأهلية بقضايا الطفولة والشباب للمساهمة في تهيئة المناخ في تنفيذ خطة إستراتيجية الطفولة والتنمية.
11-إحداث المزيد من التطورات والتعديلات في التشريعات والقوانين وبصورة دورية بما يمكن جميع المعنيين بإستراتيجية الطفولة والشباب من الإسهام بإيجابية وبصورة فاعلة في تنفيذ خطتها.
المجتمع المدني - يطالب بحقوقه
الشيخ سلمان العوده - تعصب المجتمع المدني
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق